إعتراض أمريكا للطائرة الإيرانية خرق لكافة القوانين الدولية والرواية الأمريكية ضعيفة جدا

عمران نت / 25 / 7 / 2020

عدنان علامه

بحسب الرواية الأمريكية قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، بيل أوربان، في بيان إن: “طائرة أمريكية من طراز إف-15، كانت في مهمة جوية روتينية بالقرب من قاعدة التنف في سوريا، قامت بتفقد بصري عادي لطائرة ركاب ماهان على مسافة آمنة تبلغ حوالي 1000 متر”.

وقد قالت وسائل إعلام رسمية في إيران إنّ مقاتلة أمريكية على الأقل اقتربت على نحو خطير من طائرة ركاب إيرانية في المجال الجوي السوري.

وقالت هيئة الإذاعة الرسمية في إيران إنّ طيار الطائرة التابعة لشركة ماهان للطيران اضطر إلى تغيير الارتفاع بسرعة، وهو ما أدى إلى إصابة عدة ركاب.

وفي اتصال مع د.فاطمة حمدان التي كانت على متن الطائرة وقد صورت الطائرات المعادية والتي ظنت بادئ الأمر بأنها طائرات روسية لتواكب عبور الطائرة الإيرانية إلى الحدود اللبنانية. وقد أكدت د.فاطمة بأن طائرتين إعترضتا الطائرة الإيرانية وليست طائرة واحدة كما زعمت أمريكا. وقامت إحداهما بحركة إلتفافية إستعراضية . وكانتا على مسافة قريبة جداً من الطائرة. وقد سمعنا صوتاً قوياً داخل الطائرة لا نعرف مصدره وتزامن ذلك مع الهبوط المفاجئ للطائرة الأمر الذي أدى إلى إرتطام جميع الركاب وطاقم الطائرة بسقفها ومن ثم بمقاعدها الأمر الذي أدى إلى حالة ذعر شديد وسقوط عدة إصابات. وقد ساهم طاقم المضيفين بجهود كبيرة في معالجة الإصابات بالرغم من إصابتهم أيضاً.
وبناءاً عليه فإن شهادة حمدان تنسف الرواية الأمريكية من أساسها. ووجود طائرتين حربيتين حول الطائرة دفع قائد الطائرة إلى تخفيف إرتفاعه بشكل مفاجئ وتزامن ذلك مع إضاءة إشارة ربط حزام الأمان. وقد اتخذ الطيار قرار الهبوط المفاجئ خلال مراقبته للإقتراب العدائي من الطائرتين وطريقة رد طيار إحدى الطائرات ليتملص من مواكبة الطائرتين وربما لإيجاد مسافة كافية بينه وبين الطائرات الحربية لأنه أصبح فوق منطقة يحتمل فيها إطلاق صواريخ مضادة للطائرات.

ونتيجة لإفادة قائد الطائرة فقد ارتفعت نبرة المسؤولين الإيرانيين في تحميل أمريكا المسؤولية وتحميل الأمم التحدة جزءاً من المسؤولية التي تنصلت بسرعة منها بحجة عدم علمها بمجريات الأَمور التي وزعت في كافة أنحاء العالم.
فصرح مندوب إيران لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب أبادي: “نطالب المجتمع الدولي بإجبار أميركا على التصرف كدولة”.
وأضاف “أن إعتراض المقاتلات الأميركية لطائرة الركاب الإيرانية جريمة لا يمكن قبولها”.
وقال أبادي: “على المجتمع الدولي أن يتحد أمام الإجراءات الأميركية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين”.
وختم بالقول:” إن تهديد النساء والأطفال أقذر طريقة سياسية لتحقيق الأهداف ولا شك أنها ستمنى بالهزيمة”.
وفي خطوة تدل على التواطؤ الأممي مع أمريكا فقد تجاهل الناطق الرسمي بإسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك “حادث الطائرة الإيرانية التي تعرضت أمس لمضايقة من الطائرات الحربية الأميركية”.

وقال رداً على سؤال حول الحادث، إنه “من حيث المبدأ ينبغي احترام الملاحة الجوية المدنية، لكن الأمم المتحدة لا تمتلك أي معلومات محددة عن الحادث”.

وكان مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت رافانتشي اتصل بالأمين العام أنطونيو غوتيريش فور وصول الطائرة إلى بيروت أمس، ونقل إليه تحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن أي تعرض للطائرة في طريق عودتها. لكن الناطق الرسمي غفل عن الإشارة إلى تلك المكالمة الهاتفية.

وبالتالي فإن إعتراض الطائرة الإيرانية لم يتم صدفة حسب الإدعاءات الأمريكية. لأن رحلة طائرة يوم الخميس الماضي بين طهران وبيروت اتبعت خط الملاحة الدولية المخصص لها مع الإلتزام بالإرتفاع والسرعة. ولا يحق لأي جهة إعتراض مسارها حسب الإتفاقات الدولية التي تضمن على حرية الملاحة الجوية بين البلدان.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن بدعة التفقد البصري خدعة لن تمر على الطفل الصغير. فهناك تطبيق علي الهواتف الجوالة يتتبع مسار الطائرات في مختلف أنحاء العالم بشكل دقيق جداً بمجرد ذكر رقم الرحلة أو المطار. وهل القيادة المركزية الأمريكية تظننا أغبياء بأن راداراتهم لا تميز الطائرات المدنية والطائرات العسكرية وأن كافة أجهزة الإستشعار المتطورة معطلة ليرسلوا طائرتين بمهمة “تفقد بصري” للطائرة الإيرانية.

وبالتالي فإن الرواية الأمريكية نكتة سمجة وضعيفة. وما حصل هو خرق فاضح واستهتار وتواطؤ أممي مع أمريكا التي وصلت إلى أدنى مستويات الدناءة والخساسة بتهديد أرواح المدنيين الأبرياء لإيصال رسائل سياسية إلى إيران.

فقد اثبتت أمريكا بأنها لا تحترم القوانين الدولية وإنها أفلست كلياً لتلجأ إلى الإرهاب الدولي وترويع الأطفال والنساء.
فإذا أرادت أمريكا الحرب مع إيران فلتختار أي ساحة لتكون المواجهة مباشرة وجهاِ لوجه معها لتعرف بأس الإيرانيين الذي اختبرت الجزء اليسير منه في قاعدة عين الأسد وليس بإعتماد الغدر وخرق القوانين الدولية كما حصل مع الطائرة الإيرانية وإغتيال الشهيدين سليماني والمهندس وتجاوزات وخروقات في عدة بلدان وحتى داخل أمريكا تعجز موسوعة غينيس عن تعدادها.
لن تمر هذه الحادثة يقيناً بدون حساب

وإن غداً لناظره قريب

مقالات ذات صلة