الخُسرانُ المبين

محمود المغربي

كنا نظُنُّ أن أغلبَ المرتزِقة قد عادوا إلى الله وإلى الحق والصواب، بعد وضوح الرؤية وإدراك بأنهم كانوا مُجَـرّد أدوات بيد العدوّ الخارجي لتدمير وتمزيق الوطن وقتل أبنائه، خُصُوصاً أن العدوَّ قد كشف عن أطماعه وذهب لتنفيذ أجندته الخاصة في احتلال الأراضي والجزر اليمنية والاستيلاء على منابع النفط والثروات اليمنية.

 

وبعد انتهاء كذبة إيران ونفوذها في اليمن وذهاب السعوديّ نحو طهران باحثاً عن السلام والمصالحة وجعل ما هو محرم على أبناء اليمن حلالًا له في إقامة علاقات مع إيران.

 

وبعد أن شاهدوا العدوَّ السعودي يرسلُ الوسطاءَ والوفودَ نحو صنعاء؛ للتفاوض مع الدولة في صنعاء بعد أن أدرك أنها المسيطرة على الأرض وتمتلك القوة والشعبيّة وهي الوحيدة القادرة على الحكم وقيادة اليمن، وبعد أن شاهدوا وشاهدنا معهم التأييد والتمكين الإلهي للأنصار وما يحقّقون من انتصارات عظيمة في كافة المجالات.

 

وكنا نعتقد أن كُـلّ هذه المعطيات قد جعلت أغلب المرتزِقة يدركون فداحة ما اقترفوا بحق الوطن والشعب اليمني، ولم يعودوا قادرين على الحديث والظهور أمام الناس خجلاً، إلا أن الكثير منهم قد زاد طغيانًا وضلالًا، وكأن الله قد مَــدَّ لهم في طغيانهم؛ فلا يدركون ما هم فيه من الخسران المبين حتى يقع عليهم العذاب؛ ليدفعوا ثمن أفعالهم التي لا تُغتفَرُ أَو تمحى من ذاكرة الوطن؛ وحتى يجدوا أنفسهم مكبَّلي الأيدي قد خسروا كُـلّ شيء أذلاء أمام الشعب والقضاء اليمني.

 

 

مقالات ذات صلة