مناجمُ الإفلاس

نوال عبدالله

عامٌ ثامن يمثِّلُ صموداً أُسطورياً بكل ما تعنيه العبارات والمسميات من كلمة، شعبٌ أذهل العالم أجمع، شعبٌ واعٍ انطلق بوعي اتّباعاً لأوامرِ القائد الفذ، كُلٌّ لبّى النداء وركب سفينة النجاة إلا فئة قليلة منهم من انحاز وراء العقول المريضة.

 

ولأن بلادنا غنية بالخيرات ومحطة أطماع الكثير والكثير، على رأسهم أمريكا، وإسرائيل ودول الخليج، فلم ينالوا من هجماتهم الشرسة سوى خيبات حسرة خسائر نكراء لا غير!

 

وكما هو المعتاد ما بين الفينة والأُخرى كان هناك اجتماع طارئ لتحالف الخزي منهم من دخل باب القاعة منكسًا رأسه فقد أنهكته هذا الحرب ودمّـرت معنوياتهم وتسببت في انهيارهم حتى الرمق، فمنهم من دخل ودموعه تسيل بدون شعور فقد خسر ما خسر جراء حرب همجية لن تحقّق له سوى الإفلاس، وكما يقال: شر البلية ما يضحك… فحالما دخل خادم أمريكا وقد امتلأ وجهه بكريمات تخفي تجاعيد حزنه وحسرته ووجعه، حالات مأساوية لا تسطيع سطور عابرة وصف ذلك المنظر.

 

حالةٌ من الصمت منهم من كان يسرح ويمرح بخياله الماكر كالرئيس الأمريكي تارة يبكي وتارة يضحك وتارة يهرول يميناً ثم يتساءل قائلاً: أسلحتنا مطورة الصنع لما لم نحقّق النصر؟! أما منشِئُ البقرة الحلوب كان يعاقب نفسه، أخذاً عصا غليظة ينهال بالضرب على جمجمة رأسه قائلاً: كف أيها الرأس عن الخضوع والخنوع لطماعين بمالي، ولم يطل حديثه مع نفسه إلا وَأسرع الرئيس الأمريكي تجاه خادم الحرمين قاطعاً حبل تأسفاته.. يوبخه بكلمات قاسية، لما لم تدفع المال المتبقي هيا اكتب تنازلاً عن أي شيء من ممتلكاتك، لو لزم الأمر حتى قصرك، لم أدعك لتسرح بخيالك هنا دون ثمن؟!.

 

منظرٌ مثيرٌ للضحك والسخرية والاستهزاء مرة واحدة، فعلاً “شَرُّ البلية ما يُضحِك”، قادة مسلمين أضاعوا وباعوا زمام الحكم فتفلتت من بين أيديهم ثروات الشعوب ومقدراتها ولمن؟! لعدو حقيقي ومتقادم ما زال إلى هذه اللحظة يخطط لتدمير ما تبقى من الأُمَّــة، وما يحوطها من مقدسات ابتداء بالقدس وانتهاء بالكعبة وكلّ أرض تخبئ الخير للإسلام.

 

 

مقالات ذات صلة