من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة “الخامسة والعشرون” 

عبدالفتاح حيدرة

في محاضرته الرمضانية الخامسة و العشرين لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – حول اهمية الالتزام بمبدأ فريضة الأخوة الايمانية، لأن الأعداء يعرفون ان هذا المبدأ يشكل عائقا لهم في السيطرة على عائدات وثروات الأمة، حيث قام العدو بتقسيم العالم الإسلامي إلى أجزاء ودويلات سياسيا و جغرافيا ، وعملوا بكل جهد لاستنساخ المذاهب وتشتيت الأمة ثقافيا وفكريا، بل ذهبوا لتشكيل ديانات جديدة، بهدف إزاحة الاسلام من شئون الحياة، وجلبوا لليمن البهائية و الأحمدية، ويشتغلون على فرقة الامة بشكل مستمر، وتعزيز وترسيخ الضعف، ومن أبرز ما عمله العدو للفرقه هو (المد التكفيري) وتنشيطه وتوظيفه إلى أقصى حد، ودعموها ومولوها بواسطة المنافقين من بعض أنظمة الأمة، ويتحرك المد التكفيري لاثارة الفتن وتوسيع دائرة الفرقة على أوسع ما تكون، وهو توجه اساسي للأعداء ويوظفون له كل الجهد والإمكانيات اللازمه وهذا ما يجب استيعابه.

 

يعمل العدو على الاستثمار في المشاكل الدينية والاجتماعية لاستغلال الفرقة بين ابناء الامة، ويعملوا على الفصل الاجتماعي، يفصلوا المرأة لوحدها والشباب لوحدهم، و هذا سعي لتفكيك الأسرة، يعمل العدو لتشتيت الأمة إلى أقصى حد، وتفريق الأمة في كل الاتجاهات، وضعف المسلمون وتجراء اعدائهم عليهم، يعمل العدو وفق خطط وبرامج وانشطة مدروسه على بعثرة الأمة في كل المجالات، ومن ضمن أعمال العدو للفرقة هو (استهداف وتجريم اي حركة مقامة) تقف ضد سيطرة العدو على الامة، وبعثرة ابناء وشعوب الأمة من حولهم ، وهذا ما حصل عندنا في اليمن، عندما اتجه شعبنا للتحرر من التبعية والإرتهان، فتوجه العدو لاستهداف اليمن عسكريا واقتصاديا، و يستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي لتشوية كل الاحرار، ويتجه ضد أحرار المقاومة، في اليمن وفي فلسطين ولبنان، وحملات دعائية مشحونه بالاتهامات و الشائعات، لصرف أنظار الناس عن العدو الحقيقي، بالاضافة الى توظيف اي سلبيات واساءات وتحويلها إلى عناوين رئيسية، وتأجيج الخلافات، بهدف التفرقة وتوسيع الفجوة واشغال الناس وصرف الناس عن القضايا الحقيقية و الأخطار الحقيقية والإعداء الحقيقيون..

 

البعض لديهم مصالح شخصية وعقد شخصية يتماهى مع العدو ويتجه مع العدو من أجل شفاء غيضه، الأعداء يتجهون لتفكيك الصفوف الداخليه، يفعل العدو جرائم ويجعل الناس يتجهوا باللوم على الاحرار ، كا يحدث في اليمن، يحاصروا الشعب اليمني ويحملوا المسئولية من يقف ضد جرائم العدو ، العدوان يقتل الشعب اليمني ويحاصرة ويريد من الناس لا يغضبوا ضده بل يغضبوا ممن وقف ضده وضد جرائمه، ويتحرك معهم الطابور الخامس والمعقدون، وفي فلسطين يتحرك العدو الإسرائيلي ويسخطون ضد المقاومة الفلسطينية، وفي لبنان كذلك يحرض العدو الشعب اللبناني ليقف ضد من حرر جنوب لبنان من العدو الصهيوني، وفي العراق كذلك ، وسياسة العدو سياسة مكشوفه، لكن عند البعض عقد وعمى في الأبصار والبصيرة، وفي الواقع الداخلي هناك استهداف كبير لمن يسعى لتحرير الناس ومن يتبنى موقف الحق يتوجه العدو بنشاط مكثف ضده، وهنا يجب أن نعرف ان سنة الاختبار هي تبيين الخائن من غيرة، وفي مسيرة الحياة في كل زمن يأتي الفرز، وهناك من ينكشف زيغهم ومن ينحرفون عن موقف الحق، ويتخذ موقفا مغايرا سلبيا ضد من يقف موقف الحق..

 

الزائغون دائما هم دعاة للفرقة وصرف اهتمام الناس عن القضايا الرئيسية، ويتجهوا بالناس لتبني مواقف عدائية ضد من يقف موقف الحق، هناك من يقف موقف الحق ولكنه يزيغ عن الحق، هؤلاء هم من قال الله عنهم (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ) وهذا يحصل للكثير من الناس على مدى التاريخ وسوف يبقى إلى قيام الساعه، والبعض يبقى خبيثا لا يتزكى في طريق الحق، ويحفظ في قلبه خلل تربوي لا يستقيم معه الايمان ويتعارض مع الحالة الايمانية، والله سبحانه وتعالى يقول ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ، وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) هؤلاء يفضحهم الله في ان يميز الله الخبيث من الطيب ويجب أن يكون الناس على وعي من هذا، وان يتزكى ويسعى لصلاح النفس، وعلى الناس أن ينصحوا ويذكروا الآخرين، ولنعوف انها سنة الله في كل زمن يأتي هذا الاختبار لتمييز الخبيث من الطيب، وعادة ما يكون هؤلاء الزائغون لا قيمة ولا شأن لهم ويجب أن يكون الواقع الداخلي محصن بالوعي ولا يكون ساحة مريضه لدخول الذين في قلوبهم مرض..

 

يقول الله سبحانه (وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِۦ جَهَنَّمَ ۖ وَسَآءَتْ مَصِيرًا) هؤلاء الخاذلون والزائغون مصيرهم جهنم، اما المؤمنون يثبتون موقف الحق، لا يزيغون عنها، اما الزائغون يبقون منبوذين، ومن حالات الفرقة، (حالات التذمر والمشاكل العملية) وهذه الحالات يجب التوجه لمعالجتها بأسلوب عملي إيماني تربوي اخلاقي ومسئولية، لنتخلص من المشاكل التي تزيد الفجوة بين الناس، والله حذر من تخريب حالات الأخوة، والله سبحانه يقول (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول) وحل هذه المشاكل لا يتم حلها الا بالبر والتقوى ، لنصل إلى ما فيه الخير من الله سبحانه وتعالى والصالح العام..

مقالات ذات صلة