حَقُّنا المَشرُوع حَتَّى كَسْر الحِصَار

افتتاحية الثورة

 

هذه هي الخلاصة الواضحة والجلية التي لا تقبل التأويل لمآلات الحرب العدوانية على اليمن وارتداداتها، ولمصائر المعتدين على الشعب اليمني، ولانتصار المظلومين المدافعين عن أنفسهم وحقهم وكرامتهم وحياتهم، انتهى العدوان، بدأ الرد والانتقام، بعد سبعة أعوام من الحقد الأسود من دون تحقيق أي هدف ادعاه تحالف العدوان وروجه أو أخفاه لنفسه، لم يركع الشعب اليمني بالقصف الهمجي ولا بالقتل الجماعي، لا بالتدمير للبنى والمنشآت، لن يركع بالتجويع ولا بتضييق الخناق، لن يموت تحت الحصار، لكنه يزأر كما البركان، ولديه الحق والمشروعية ولن يقف مكتوف اليدين، لديه الثقة بالله والإيمان بقوته وقدرته وبفضله تمكن من تطوير القدرات والصواريخ والمسيَّرات، لديه الرجال والأبطال والقادة الميامين، ولديه الحق المؤكد من رب السماوات والأرض الذي يقول في محكم كتابه ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) ويقول (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ)، ويقول أيضا (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ)، وما فعله آل سعود من عدوان وحصار وإجرام ودمار وخراب وقتل وتدمير بحق الشعب اليمني لا يخفى على أحد.

 

ارتكبوا بحق الشعب اليمني جرائم حرب موصوفة بكل أوصاف الإجرام والفظاعة، قتلوا الأطفال والنساء والشيوخ، دمروا المنشآت والجسور والمرافق والخدمات والبنى التحتية، قصفوا العزاء والأفراح والمنازل والأسواق والمشافي والمدارس والفنادق والمزارع والمتاحف والآثار والتاريخ ومحطات المياه والكهرباء والمطارات والموانئ والمخازن والناقلات ومخازن الغذاء ومصانع الدواء، قتلوا الإنسان اليمني طفلا وشيخاً وامرأة وشاباً بالجملة والمفرق، احتلوا الجزر والمحافظات اليمنية، واجتاحوا المدن وكنسوا المواطنين من سكانها وقاطنيها إلا من رضي بهم وارتزق لهم..

 

نهبوا الثروات الغاز والنفط وحتى الطبيعة وما فيها من ثروة وهبها الله نهبوها وسرقوها بالسطو المسلح بما في ذلك الحياة البحرية لهذا البلد المخبوء بالثروات الوفيرة سرقوا الأسماك وكل ما لذ وطاب من مياهنا إلى قصورهم ، حاصروا شعباً كاملاً وجعلوه يعاني الجوع والأمراض والأوبئة والجوائح والمعاناة ليتلذذوا بمعاناته وليتاجروا بأوجاعه ومأساته، وليستثمروها تحريضاً وتهييجاً وتضليلاً وتغريرًا على الناس ليرضوا بهم ويقبلوا بهم وبهيمنتهم واحتلالهم.

 

نكّلوا باليمنيين في كل مكان عطَّلوا دورة الحياة، قطعوا المرتبات، دمروا سبل الحياة وركائزها، أقصى ما في وسعهم ركبوه، أمعنوا في تشديد الحصار ومنع دخول المشتقات النفطية ليوهِنوا ويُضعفِوا عزيمة هذا الشعب، فكسروا وفشلوا وخابوا في الانتصار على هذا الشعب العظيم..

 

وارتدت عليهم جرائمهم وفظائعهم والحال كما قال الله (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ».

 

ومنذ اليوم الأول لهذا العدوان احتشدت مع آل سعود دول كبرى وإمبراطوريات على رأسها أمريكا وبريطانيا وغيرهما، وجيوش وتحالفات ومرتزقة ومأجورون من كل الأصقاع، لقد جلبوا مختلف أنواع السلاح الفتاك والمدمر، لقد استخدموا كل صنوف التنكيل والتجويع والتضييق والخنق، وواجه الشعب اليمني كل هذا بشجاعة وأنفة وكبرياء وبثقة وإيمان بالله، بلا أنينٍ ولا شكوى متحّداً وصابراً متوكلاً على الله، مستعدا للأسوأ ولا أسوأ مما مضى، فالقادم لهذا الشعب العظيم، والأسوأ سيكون على آل سعود وتحالفهم المارق الغاشم.

 

ما بعد عملية الأمس كسر الحصار الثانية ليس أمام آل سعود سوى الاعتراف بالهزيمة أمام هذا الشعب القوي بالله، ما بعد كسر الحصار الثانية على آل سعود أن يغادروا حالة استطالة الأوهام في تحقيق أهدافهم، وعليهم أن يتأكدوا بأن كل خطوة يخطونها ضد هذا الشعب سواء كانت تشديد الحصار، أو تصعيد الغارات والقصف، أو أي خطوة عدوانية سترتد عليهم وبالاً وجحيماً، وأن استمرار الحصار الإجرامي الظالم على الشعب اليمني سيرتد على منشآت نفطهم حرائق تشتعل كل يوم.

 

ما بعد كسر الحصار الثانية على آل سعود إدراك أن الحقائق لا تتبدل ولا تتغير بالقوة، وسنن الله في خلقه أن البغي خطيئة وأن الباغي إلى زوال مهما تعاظمت قوته وتطاول بنيانه وتراكمت أرصدته واحتشدت له الجيوش والإمكانيات، والله غالب على أمره.

مقالات ذات صلة