أرقى الثورات وأكثرها تغلبا على التحديات

هاشم أبو طالب

 

غيروا عقيدة الجيش وهيكلوه ودمروا أسلحته واغتالوا كوادره وزجوا به في حروب عبثية من المناطق الوسطى إلى صعدة.. كما عملوا على بناء قواعد عسكرية غربية ووقعوا اتفاقات مع الامريكان تبيح لهم كل المحظورات وفتحوا المجال للعناصر التكفيرية وانشأؤوا عصابات التقطع والنهب والسلب وشكلوا خلايا الاغتيالات وكل الجرائم ارتكبت والمجتمع الدولي لا صوت له.

 

لذلك خرج الشعب في 21 سبتمبر ليقول كلمته وليضع حدا لهذه المهزلة فإذا بالمجتمع الدولي يهب هبة رجل واحد ليرفع الصوت عاليا وبأفواه منتفخة وأوداج مفتحة ليرعبوا الشعب ويخضعوه وليثنوه عن مواصلة ثورته المجيدة.

 

لم يلتفت إليهم الأحرار ولم يسغوا لتهديداتهم ولم يلتفتوا لدعواتهم الزائفة وواصلوا مشوارهم الثوري مرددين بأعلى أصواتهم : بالعشر ما نبالي.

 

واستمر الحراك الثوري ل 51 يوما تخللها ثمان كلمات مزلزلة لقائد الثورة كانت مصدرا للعزيمة والإصرار والتحرك الفاعل والمؤثر والنشط.

 

ولإيقاف ذلك استخدم الغرب أساليب المكر بشتى أنواعها ولكن أنى للمخادع أن يوقف السيول الجارفة.

 

وضعوا الجنرال العجوز ” علي محسن الأحمر” في الواجهة ليتبنى الخيار العسكري في ثني الثوار عن أهدافهم ولكن الأحرار رغم سلميتهم الإ أن السلاح حاضر متى ما استدعى الأمر ذلك.

 

مع تطور الأحداث وعدم إسغاء قوى الشر لتحذيرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بأن الدم اليمني غاليا فحذار حذار من سفكه فالعاقبة وخيمة . . فلم يسغوا واعتدوا على الثوار في ساحة همدان وأمام رئاسة الوزراء.

 

وفي واقع كهذا كان لزاما على الثوار إجراء بعض العمليات الجراحية لاستئصال من تلطخت أيديهم بالدماء. ليكونوا عبرة لغيرهم في الداخل والخارج.

 

وتقدمت المجاميع حتى وصلت وكر الاجرام والقتل والعمالة فيما كان يعرف بالفرقة الاولى مدرع التي سرعان ما تهاوت لتسقط ويسقط معها المشروع الغربي و ثلة من المنافقين الذين كانوا طيلة عشرات السنين اليد التي تسرق وتقتل وتنهب وتنتهك الحرمات.

 

وما هي الإ سويعات حتى رفعت رايات النصر وتلئلئت خفاقة في سماء المجد ليتنسم بذلك اليمن عبير الحرية ويعود مجددا الى الصدارة حيث يريد الله له أن يكون.

 

وقف العالم الغربي في حيرة من أمره .. فمنهم من وصف ما حدث بالخارق للعادة ومنهم من قال إن الكرة تدحرجت بسرعة غير متوقعة وإن الأمور تسير على غير ما خطط لها.. فيما البعض الآخر هدد وأرعد لكن في الوقت الضائع.

 

وشهد الواقع بأن الثورة اليمانية هي أرقى الثورات وأكثرها حفاظا على الممتلكات العامة والخاصة وهي الثورة الوحيدة التي سجلت رقم صفر في الاختلالات الامنية والفوضى والعنف وتصفية الحسابات, ومن ينكر ذلك فليراجع ارشيف الثورات التي شهدها العالم بدءا من اوروباء وانتهاء بدول المنطقة.

 

ولأنهاء ثورة تملك من المقومات ما يجعلها تصل باليمن الى مستوى الرقي في وقت وجيز لم يرق الأمر للجائرين والمتسلطين’ فلو ترك الأمر هكذا لاحتذى بها شعوب الأمة خاصة أبناء نجد والحجاز الذين يتجرعون ويلات العذاب من سياط آل سعود’ ولذلك اجتمعت تلك الانظمة وأمريكا على رأسها لإعادة اليمن الى بيت الطاعة بالحديد والنار ..

 

ولكن من وقف في وجه العدو بصدره العاري قادر على خوض الأهوال الجسام’ ومن كان الله معتمده في مراحل ثورته لن يبالي بحشود الأعداء فالامكانات المادية لا وجود لها في قواميس من يتحركون وفق منهج الله.

 

بالفعل وكما نجح الشعب في القضاء على أدوات الأعداء في الداخل وجعلهم يهربون من صنعاء بأساليب تتنافى مع الرجولة ها هو الشعب يطارد جيوش المعتدين ويذيقهم ضربات أقوى وأعظم من الضربات التي أذاقها عملاؤهم والنصر قريب بإذن الله وما علينا سوى مواصلة التحرك بالروح الثورية الجهادية.

مقالات ذات صلة